في عالم مليء بالتحديات، تظل السينما وسيلة فريدة لتوحيد الثقافات، ولغة عالمية تُعبر عن الأحلام والآمال بغض النظر عن الحدود الجغرافية أو الاختلافات الثقافية. ومن هذا المنطلق، يأتي مهرجان “كام” السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة كمنصة ملهمة تُتيح للشباب والموهوبين من مختلف أنحاء العالم الفرصة لإبراز إبداعاتهم، حتى وإن كانت إمكانياتهم “نصف كاميرا” فقط
رسالة المهرجان: دعوة للإبداع والتواصل
كان تأسيس مهرجان كام السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة إحدى المحطات البارزة في مسيرة د. علاء نصر. جاء المهرجان كمنصة لدعم الأعمال السينمائية المستقلة التي تُبرز المواهب الشابة وتسلط الضوء على قضايا إنسانية واجتماعية عميقة
أطلق المهرجان تحت شعاره “اخرج ما بداخلك. انطلق. أبدع” ليعكس رؤية المهرجان التي تُشجع صناع الأفلام على التعبير عن أفكارهم بجرأة، حتى وإن كانت الإمكانيات بسيطة. وقد أصبح المهرجان جسرًا يربط بين ثقافات القارات الثلاث: إفريقيا وآسيا وأوروبا، مُبرزًا أهمية السينما كوسيلة للتواصل الإنساني
هوية عالمية… برؤية محلية
يمتاز المهرجان بطابعه الدولي الذي يجمع تحت مظلته ثقافات القارات الثلاث: إفريقيا، آسيا، وأوروبا. وبينما يُظهر التنوع الغني بين المشاركين، يظل المهرجان وفياً لجذوره المحلية من خلال تسليط الضوء على المواهب الشابة والأعمال المستقلة، التي كثيراً ما تُنتج بإمكانيات بسيطة ولكن بأفكار عميقة
إن اختيار المهرجان التركيز على الأفلام القصيرة والتسجيلية ليس مصادفة؛ فهذه الأنواع تُعتبر الأقرب إلى الواقع، والأكثر قدرة على التعبير عن القضايا اليومية والهموم الإنسانية. ومع إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى محتواه، يظل المهرجان مواكباً للثورة الرقمية، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام المبدعين الشباب
أرقام ومشاركات بارزة
منذ انطلاقه، شهد المهرجان مشاركة عشرات الدول، حيث وصل عددها في الدورة السابعة عام 2017 إلى 40 دولة. تنوعت الأعمال بين التسجيلية والقصيرة، وبرزت أفلام تسلط الضوء على قضايا إنسانية ملحّة، مثل البيئة، والهوية الثقافية، والحوار بين الأديان
كل دورة من دورات المهرجان تحمل طابعاً فريداً؛ فقد أُهديت بعض الدورات إلى شخصيات أو قضايا مؤثرة. من تكريم شهداء غزة في الدورة الثانية، إلى الاحتفاء بالقوات المسلحة المصرية في الدورة الثالثة، يعكس المهرجان التزامه بقضايا الشعوب وأحداثها المصيرية
دعم الإبداع الشبابي: الحاضر والمستقبل
من بين الأهداف الرئيسية للمهرجان، تعزيز الإنتاج السينمائي الفقير. هذا النهج يُعد رسالة أمل إلى الشباب، حيث يؤكد أن الإبداع لا يحتاج إلى موارد ضخمة، بل إلى رؤية وإرادة. إضافة إلى ذلك، يقدم المهرجان دعماً مادياً ومعنوياً للمشاركين، مع تنظيم ندوات وورش عمل تُثري خبراتهم وتفتح أمامهم أبواباً جديدة في المجال الفني
السينما لغة توحّد العالم
تحت شعاره “سينما بلا حدود”، يوجه مهرجان “كام” رسالة إلى العالم بأن السينما هي الأداة الأسمى للتواصل الإنساني. إنها اللغة التي تُظهر أن ما يجمعنا كبشر أكثر بكثير مما يفرقنا. من خلال الأفلام التي تسلط الضوء على قضايا مشتركة بين الثقافات، يُبرز المهرجان كيف يمكن للفن أن يصبح جسراً للتفاهم والحوار
مستقبل واعد
بين تكريم الشخصيات البارزة في عالم السينما ودعم الأجيال الجديدة، يسير مهرجان “كام” بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانته على الساحة الدولية. ومع إدماج التكنولوجيا الحديثة في أنشطته، يُثبت المهرجان أن السينما قادرة على مواكبة العصر، دون أن تفقد جوهرها الإنساني
إن مهرجان “كام” ليس مجرد حدث سينمائي عابر، بل منصة تُجسد حلم الشباب في أن يكون صوتهم مسموعاً، ورسالتهم واضحة. إنه دعوة مفتوحة لكل من يحمل في داخله شغف الإبداع ليطلق العنان لخياله، ويُظهر للعالم أن السينما ليست مجرد فن، بل لغة توحد القلوب والعقول