أيام قرطاج المسرحية 2024: دورة تحتفي بالمسرح والإنسانية

اختتمت الدورة الخامسة والعشرون لأيام قرطاج المسرحية مساء يوم السبت 30 نوفمبر 2024 في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتونس، بعد أسبوع مليء بالإبداع والاحتفاء بفنون المسرح من مختلف أنحاء العالم. المهرجان، الذي انطلق منذ تأسيسه عام 1983، عزز مكانته كأحد أبرز التظاهرات الثقافية في العالم العربي وإفريقيا، جامعًا بين الأصالة والابتكار، وبين القضايا الإنسانية والإبداع المسرحي

شهدت هذه الدورة مشاركة 32 دولة و125 عرضًا مسرحيًا متنوعًا بين الأعمال العربية، الإفريقية، والعالمية. كما تميزت بتنوع الفعاليات التي لم تقتصر على العروض المسرحية فقط، بل شملت ندوات فكرية وورشات تدريبية، مما جعلها منصة شاملة تجمع بين الفنانين والنقاد والجمهور في حوار بناء حول المسرح ومكانته في المجتمعات
مسرحية “بخارة”، من إخراج صادق الطرابلسي، توجت بجائزة التانيت الذهبي، مؤكدة تفوق المسرح التونسي. بالإضافة إلى ذلك، حصلت مسرحية “بيت أبو عبد الله” من العراق على التانيت الفضي، بينما كان التانيت البرونزي من نصيب “لافكتوريا” من المغرب. أما الجوائز الفردية، فقد تميزت مريم بن حسن بأدائها في “بخارة”، فيما خطف رمزي عزيز الأضواء بدوره في العمل نفسه
من أبرز ملامح الدورة هذا العام، الاحتفاء بالقضايا الإنسانية الكبرى، حيث اختار المهرجان شعار “المسرح، الإبادة والمقاومة”، في تعبير عن التزامه بدعم الحقوق العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وتضمن المهرجان عروضًا خاصة بمسرح الحرية داخل السجون، في بادرة تسلط الضوء على أهمية المسرح كأداة للتمكين الاجتماعي ووسيلة للتعبير عن الذات حتى في أصعب الظروف

في كلمته خلال حفل الاختتام، أكد مدير المهرجان، محمد منير العرقي، أن المسرح يظل فضاءً مفتوحًا للتغيير والتعبير عن القيم الإنسانية. وأضاف أن هذه الدورة ليست مجرد مهرجان، بل عرس ثقافي يعكس قدرة المسرح على مواجهة التحديات وتعزيز الأمل
أيام قرطاج المسرحية ليست مجرد فعالية ثقافية، بل هي مساحة تجمع بين الإبداع والنضال، بين الفن والرسائل الإنسانية. هذا المهرجان، الذي يجمع بين الثقافات ويعزز الحوار بين الشعوب، يثبت مع كل دورة أن المسرح قادر على أن يكون أكثر من مجرد عرض فني؛ إنه رسالة حياة

 

محمد أديب بوفحجة