في إطار الاحتفاء بالعيد العالمي للموسيقى، نظم مسرح أوبرا تونس تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، وبحضور المدير العام للمسرح سيف الله الطرشوني وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية، عرضًا موسيقيًا راقيًا مساء السبت 21 جوان 2025، على ركح مسرح الجهات بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي
قاد العرض المايسترو شادي القرفي، وشارك فيه الأوركسترا السيمفوني التونسي الذي قدّم مختارات خالدة من ريبرتوار الموسيقى الكلاسيكية العالمية، في سهرة استثنائية حضرها جمهور غفير من مختلف الأجيال، ليعيشوا لحظات سحرية تماهت فيها النوتة الموسيقية مع نبض الذاكرة والوجدان
وكانت البداية مع مقاطع من أوبرا “كارمن” للمؤلف الفرنسي الشهير جورج بيزيه، والتي نالت إعجاب الحضور بتنوعها وإيقاعاتها الحيوية التي رسمت مشاهد الحياة اليومية في إسبانيا، وعبّرت عن شخصياتها بحس درامي مرهف
وواصل الأوركسترا رحلته الفنية عبر الزمن من خلال أداء مقطوعات مميزة لكل من يوهانس برامز وإدوارد جريج، حيث نقلت الألحان الجمهور إلى عالم من الرومانسية الموسيقية والتأمل الداخلي، في تجربة حسّية عالية تجسّد عمق الموسيقى الكلاسيكية وجمالها الرفيع
كما شهدت السهرة مشاركة لافتة للفنان بسام مقني الذي أبدع في عزف كونشيرتو بيانو شهير، عزز من وهج السهرة وعمّق من تفاعل الجمهور مع هذا الحدث الثقافي الرفيع
ولم تغب الموسيقى المعاصرة عن هذا الموعد، حيث قدّم الأوركسترا أعمالًا للمؤلف الفرنسي برونو كولايس، المعروف بموسيقاه التصويرية الساحرة، لا سيما من خلال عمله الشهير “ميكروكوزموس: شعب العشب”، وقد كان ذلك بمشاركة جوقة أطفال الأوركسترا السيمفوني التونسي التي اعتلت خشبة المسرح لأول مرة، لتقدّم أداءً مبهرًا نال تصفيق الحاضرين
هذا العرض لم يكن مجرّد احتفاء سنوي بالموسيقى، بل جسّد تلاقي الأجيال، وتلاقح الثقافات، وارتقاء الوجدان، من خلال موسيقى حيّة تمثل أحد أرقى تعبيرات الإنسان عن ذاته