المهرجان الدولي للولي الصالح سيدي علي بن عون في دورته 32: عراقة التقاليد وجاذبية الفنون

وسط أجواء احتفالية مميزة وحضور جماهيري غفير لم تشهده الجهة من قبل، انطلقت عشية الأحد 24 أوت 2025 فعاليات الدورة الثانية والثلاثين للمهرجان الدولي للولي الصالح سيدي علي بن عون، لتتواصل إلى غاية 28 من الشهر ذاته، في تظاهرة شعبية وثقافية أضحت موعدا سنويا بارزا في الروزنامة الوطنية

اليوم الافتتاحي كان ثريا ومتنوّعا، حيث استُهلّ صباحه بعرض مسرحي للأطفال بعنوان “مسرح الأحلام” إلى جانب معرض للصناعات التقليدية عرّف بخصوصيات الجهة وحرفييها. وفي الفترة المسائية، كان الجمهور على موعد مع لحظة وطنية مهيبة من خلال تحية العلم الوطني بمشاركة فصيل من الجيش الوطني “حتمية سبيطلة”، تلتها سلسلة من العروض التقليدية التي شدّت الأنظار، أبرزها الجحفة والعرس التقليدي والمداوري (طبال قرقنة للفنان مجدي ساسي) إضافة إلى سباق المهاري والفروسية والمشاف، بمشاركة فرسان من مختلف الجهات التونسية، فضلا عن حضور مميّز لفرسان من ليبيا والجزائر (عقد ككلة، خنشلة، بئر العاتر وتبسة)
ولعشاق الفن الحديث، كان الموعد الفني الليلي مع عرض للراب قدّمه الفنان “جنجون” الذي تفاعل معه الشباب بشكل لافت
إلى جانب العروض الفنية والتراثية، شهدت ساحة الانتصاب المحاذية لمقام الولي الصالح حركية تجارية استثنائية، حيث تحوّلت إلى فضاء نابض بالحياة اكتظ بالزوار من مختلف مناطق البلاد، ما جعل المهرجان فرصة لتنشيط الحركة الاقتصادية بالجهة
وحسب برنامج الأيام القادمة، ستواصل الدورة 32 تقديم باقة من الفقرات المتنوعة التي تمزج بين العروض التقليدية والأنشطة الفروسية والمهاري، مع سهرتين فنيتين يحييهما الفنان الشاب “بسام” والفنان “عبد اللطيف الغزي”، في محاولة لإرضاء مختلف الأذواق والفئات العمرية
ويُسدل الستار على فعاليات المهرجان يوم الجمعة 28 أوت 2025 بتكريم المجموعات المشاركة وتوديع الضيوف، في ختام يترجم قيمة هذه التظاهرة كفضاء جامع بين الترفيه والفن والتقاليد الشعبية الأصيلة
محمد أديب بوفحجة