فيلم “Castration”
هو عمل سينمائي قصير من إخراج إيهاب عجرود الذي يتولى أيضاً دور البطولة، بالإضافة إلى مشاركة الممثلين التونسيين محمد مراد غرسلي، مريم عتيق الجلاصي و أماني الشطي. يتناول الفيلم موضوعات معقدة مثل القمع الاجتماعي، الهوية، والفن كوسيلة للتحرر
تدور أحداث الفيلم حول شاب يجد نفسه في صراع داخلي مع القيم الاجتماعية والعائلية التي تفرض عليه قيوداً تمنع تطوره الشخصي والإبداعي. في مواجهة هذه القيود، يتحول الفن إلى ملاذ للشاب، حيث يجد فيه الوسيلة الوحيدة للتعبير عن ذاته وتحقيق حلمه الذي يتنافى مع التوقعات التقليدية للمجتمع والعائلة
الخيال في هذا الفيلم ليس مجرد هروب من الواقع، بل هو أداة فعالة للتمرد والتحرر. يتناول الفيلم فكرة “الخصي” بشكل مجازي، حيث يبدو أن الشاب يعيش حالة من التهميش والتقييد، سواء كان على المستوى العاطفي أو الإبداعي. العنوان يشير إلى الحالة التي يعيشها بطل الفيلم، حيث يشعر أنه قد تم “تحييده” أو “إخصاؤه” من خلال القيود المجتمعية التي تحد من قدراته ورغباته
إخراج إيهاب عجرود يتعامل مع هذه القضايا بحساسية عالية، حيث يسلط الضوء على الصراع بين التوقعات المجتمعية والتطلعات الشخصية، ويعكس الواقع الاجتماعي الذي يعاني منه الشاب من خلال تعبيرات بصرية مكثفة وتوتر درامي. الفيلم يشير إلى قدرة الفن على أن يكون أداة تمرد، ومن خلاله يستطيع الشاب إعادة اكتشاف نفسه وتحقيق حريته
إيهاب يقدم دوراً قوياً ومعبرًا يعكس الصراع الداخلي للشاب الذي يعاني من التوترات بين الخيال والواقع ، محمد مراد غرسلي و مريم عتيق الجلاصي و أماني الشطي يلعبون أدوارًا هامة في تجسيد الشخصيات التي تمثل القوى المجتمعية والعائلية، حيث يتعاملون مع بطل الفيلم كجزء من التقليد، ما يزيد من تعقيد الصراع الذي يعيشه
الفيلم يعبر عن الصراع الدائم بين الشخص والواقع الاجتماعي، وأهمية الفن كأداة للتمرد والتحرر. كما يشير إلى أهمية الخيال في مواجهة الواقع القاسي والضغوط الاجتماعية، وكيف يمكن للفن أن يفتح أمام الشخص أبواباً جديدة من الحرية الذاتية
محمد أديب بوفحجة