السينما التونسية تتألق في مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط ببروكسيل

شهدت الدورة الرابعة والعشرون من مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط “سينيماميد” الذي أقيم في بروكسيل من 28 نوفمبر إلى 6 ديسمبر 2024، تألقًا كبيرًا للسينما التونسية، حيث حصلت على أربع جوائز هامة. بين الأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان، برز الفيلم التونسي “الذراري الحمر” للمخرج لطفي عاشور، الذي فاز بثلاث جوائز متميزة ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة.

جائزة لجنة التحكيم وجائزة الجمهور
توج فيلم “الذراري الحمر” بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الجمهور “Le Prix du regard citoyen”، وهو ما يُعدّ إنجازًا كبيرًا في مسار السينما التونسية على الساحة الدولية. الفيلم الذي يعرض قصّة العنف غير المسبوق في التاريخ من منظور الطفولة، حاز على إعجاب لجنة التحكيم بفضل “الإتقان الكبير للإخراج” والأداء الاستثنائي للممثلين الشباب، بالإضافة إلى طرحه الجريء لقضايا سياسية واجتماعية مهمة. وتقدمت لجنة التحكيم، التي تضم أسماء كبيرة مثل الكوميدي والموسيقي الفرنسي “ثيو تشولبي” والممثلة الفرنسية اللبنانية “لايتيتيا عيدو”، بتكريم خاص للممثل علي هلالي عن أدائه الرائع في الفيلم، معتبرةً إياه بمثابة “تكريم للضحايا” بفضل تجسيده العاطفي والمؤثر لشخصية مأساوية.
تنويه خاص لفاطمة صفر في “عائشة”
في جانب آخر من المهرجان، حصلت الممثلة فاطمة صفر على تنويه خاص عن أدائها في فيلم “عائشة” للمخرج مهدي البرصاوي، الذي يناقش قضايا الشباب والتحديات الاجتماعية. جاء هذا التقدير ضمن “مسابقة رِيفوليشن – نظرة على الغد”، التي تهتم بتسليط الضوء على قضايا الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأشاد أعضاء لجنة التحكيم الشبابية، مثل الكاتبة والمخرجة ديالا الهنداوي والممثل “جوناس بلوكويت”، بأداء فاطمة صفر وقدرتها على تجسيد شخصية معقدة تحمل أبعادًا إنسانية عميقة.
مهرجان سينماميد: نافذة جديدة للسينما المتوسطية
من خلال عرض أكثر من 70 فيلمًا من مختلف دول البحر الأبيض المتوسط، استطاع مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط ببروكسيل أن يكون منصة هامة للسينمائيين من المنطقة. كما كان المهرجان فرصة لعرض الأفلام التونسية قبل إصدارها في بلجيكا، مثل “عائشة” و”الذراري الحمر”، ما يعكس اهتمام المهرجان بترويج الأعمال السينمائية التونسية والمساهمة في انتشارها عالميًا.
إن هذا الإنجاز الكبير الذي حققته السينما التونسية في مهرجان سينماميد 2024 يعكس التقدم الذي تشهده السينما التونسية في السنوات الأخيرة، ويؤكد على قدرة المخرجين والممثلين التونسيين على تقديم أعمال ذات مستوى عالٍ من الإبداع الفني والاجتماعي. مع هذا التميز، تواصل تونس تعزيز مكانتها في المشهد السينمائي العالمي، وتساهم في تسليط الضوء على قضايا الإنسان والمجتمع بطرق مؤثرة ومدروسة.
محمد أديب بوفحجة