في عالم مليء بالتحديات التي تفرضها العادات اليومية على الأفراد، يبرز فيلم “الالتزام فعل وليس كلمة” كعمل سينمائي يلامس قلوب المشاهدين ويعرض قصة مؤثرة عن التغيير والتحول نحو حياة صحية وإيجابية. الفيلم، الذي أخرجه المخرج القطري عبد الرحمن المانع، يستند إلى دراسة علمية دقيقة من اللجنة الطبية العالمية حول أهمية الالتزام بتغييرات صحية مستدامة. وقد تم تكريمه مؤخرًا في مهرجان أثينا السينمائي كواحد من أفضل ثلاثة أفلام بين 400 مشروع تم تقديمه، مما يعكس نجاحه الكبير في إيصال رسالته للجمهور العالمي
يتمحور فيلم “الالتزام فعل وليس كلمة” حول شخصية “حمد”، الذي قرر أن يترك عادة ضارة لصحته بعد سنوات من التمادي في ممارستها. لكنه لا يتوقف عند نفسه فقط، بل يقرر أن يمد يد العون لصديقه “خليل”، الذي يعاني هو الآخر من نفس العادة الضارة. تتطور القصة حول كيف يمكن للشخصية الرئيسية أن تتحرر من قيود العادة، وكيف يمكن أن يساعد ذلك في تغيير حياة من حوله
الفيلم يسلط الضوء على العوامل النفسية التي تلعب دورًا أساسيًا في التخلص من العادات. فتغيير العادة ليس مسألة بسيطة من حيث الإرادة فقط، بل يتطلب الدعم النفسي والمثابرة، وهو ما يعكسه المخرج ببراعة من خلال الشخصيات، وعبر الحوارات والمواقف التي تبين الصراع الداخلي الذي يخوضه الأفراد حينما يقررون تغيير مسار حياتهم
العوامل النفسية للتغيير: أكثر من مجرد قرار
الالتزام بالتغيير الإيجابي لا يعني مجرد اتخاذ قرار عابر، بل هو عملية نفسية طويلة تتطلب جهدًا وعزيمة. من خلال شخصية “حمد”، الذي يواجه تحدياته النفسية ويحاول أن يغير سلوكًا مدمرًا، يناقش الفيلم التحديات النفسية التي يواجهها الأفراد في مسيرتهم نحو تحسين حياتهم. وبذلك، يقدم العمل السينمائي رسالة أمل، مفادها أن التغيير ليس مستحيلًا إذا توفرت الإرادة والعزيمة، مدعومة بتفهم نفسي عميق
مهرجان أثينا السينمائي: تكريم عالمي للفيلم القطري
لقد كانت مشاركة فيلم “الالتزام فعل وليس كلمة” في مهرجان أثينا السينمائي نقطة تحول هامة في مسيرة الفيلم والمخرج على حد سواء. حيث تم اختيار الفيلم ليكون ضمن أفضل ثلاثة أفلام من بين 400 مشروع تقدّم للمهرجان، بعد تصفيات دقيقة من لجنة تحكيم تختار شهريًا أفضل الأفلام من حيث الجودة الفنية والإبداع
في تصريحات له بعد التكريم، أعرب المخرج عبد الرحمن المانع عن سعادته البالغة بهذا التقدير، حيث وصف الجائزة بأنها “دافع قوي للاستمرار في تقديم أفلام تسلط الضوء على القضايا الإنسانية الهامة”، مشيرًا إلى أن السينما القطرية تحتاج إلى مثل هذه الفرص لتصل إلى الجمهور العالمي. وأضاف أن هذا التكريم يعكس إصراره على رفع اسم قطر في المحافل السينمائية الدولية، ويُعد بمثابة بداية لمسيرة طويلة من الإنجازات في مجال صناعة الأفلام
الفيلم يُعتبر نموذجًا قويًا لكيفية استخدام الفن والسينما كوسيلة لرفع الوعي بقضايا الصحة النفسية والعادات السلبية. فهو لا يقدم مجرد حلول نظرية، بل يُظهر بوضوح كيف يمكن للفرد أن يتخذ خطوة نحو تحسين نفسه، وكيف يمكن لهذا التغيير أن يُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة الآخرين من حوله
في نهاية المطاف، يثبت فيلم “الالتزام فعل وليس كلمة” أن السينما ليست مجرد ترفيه، بل هي أداة قوية لطرح قضايا هامة، تحفز التغيير الشخصي والاجتماعي. من خلال قصة حمد وخليل، نجح الفيلم في نقل رسالة مفادها أن العزيمة على التغيير يمكن أن تأتي من الداخل، وأن الالتزام بالتحول نحو الأفضل هو أكثر من مجرد كلمة، بل هو فعل مستمر يستحق التضحية والمثابرة