أيام قرطاج السينمائية 2024: دورة “التحدي” تحتفي بالسينما التونسية والفلسطينية وتكرم شخصيات فنية

تعود أيام قرطاج السينمائية هذا العام في دورتها الجديدة “التحدي” بعد غياب الدورة السابقة، لتُثبت مرة أخرى مكانتها كأحد أهم المهرجانات السينمائية في المنطقة العربية والعالم. وتستمر فعاليات هذه الدورة من 14 إلى 21 ديسمبر 2024، وتتميز بمشاركة واسعة ومتنوعة من السينما التونسية التي تُعدّ حجر الزاوية في هذه الدورة، بالإضافة إلى تكريمات خاصة وشراكات فنية تضع المهرجان في قلب المشهد الثقافي الدولي

في مؤتمر صحفي عقد في 4 ديسمبر 2024 بقاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة، أعلن فريد بوغدير، المدير الشرفي للمهرجان، عن تفاصيل الدورة الجديدة، التي ستشهد حضورًا قياسيًا من الأفلام التونسية. فقد اختارت لجنة الانتقاء 25 فيلمًا تونسيًا في مختلف الأقسام السينمائية، من بينها أفلام تأجلت من الدورة الماضية التي تم إلغاؤها بسبب الظروف الخاصة التي مر بها المهرجان


الأفلام التونسية في المسابقات الرسمية
تعد المسابقات الرسمية لهذا العام من أبرز محاور المهرجان، حيث ستتنافس العديد من الأفلام التونسية في أقسامها المختلفة، مع تسليط الضوء على الأعمال الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة
في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، يبرز أربعة أفلام تونسية تنافس على الجوائز، وهي: ماء العين للمخرجة مريم جعبر، عايشة للمخرج مهدي برصاوي، الذراري الحمر للمخرج لطفي عاشور، وبرج الرومي للمخرج المنصف ذويب. كل من هذه الأفلام يعكس جزءًا من واقع السينما التونسية، بما فيها من قضايا اجتماعية وإنسانية، ويجسد عمق التجربة السينمائية التونسية المعاصرة
أما في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة، فتشارك ثلاثة أفلام هي: الذكريات والأحلام للمخرج إسماعيل، ماتيلا لعبد الله يحيى، وشهيلي للمخرج حبيب العايب. جميع هذه الأفلام تستعرض قضايا اجتماعية، ثقافية وإنسانية لها صلة وثيقة بالمجتمع التونسي والتاريخ المعاصر


دعم السينما الفلسطينية والسينما الأردنية
ومن أبرز ميزات هذه الدورة هي الاحتفاء بالقضية الفلسطينية، حيث سيتم عرض مجموعة من الأفلام التي تدعم هذه القضية، بالإضافة إلى تكريم المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز المخرجين الفلسطينيين على الساحة الدولية. المهرجان سيتضمن أيضًا عرض أفلام تحت عنوان “من المسافة صفر” للمخرج رشيد المهشراوي، وهو مشروع سينمائي يهدف إلى إعطاء فرصة للسينمائيين الفلسطينيين لعرض قصصهم وحكاياتهم
وفي هذا السياق، يتم تكريم السينما الأردنية في الدورة الحالية باعتبارها “المستقبل” وفقًا لتصريحات فريد بوغدير، حيث سيتم عرض مجموعة من الأفلام الأردنية المميزة التي تعكس تطور السينما في هذا البلد

تكريمات شخصية وفنية
أيام قرطاج السينمائية 2024 ستشهد أيضًا تكريمًا لعدد من الشخصيات الفنية التي أثرت السينما التونسية والعالمية. من أبرز هذه التكريمات هو تكريم الصحفي والناقد التونسي الراحل خميس الخياطي، الذي ظل اسمه راسخًا في ذاكرة محبي السينما. سيتم منح جائزة تحمل اسمه، إلى جانب معرض صور فوتوغرافية يُعرض ضمن فعاليات المهرجان، إضافة إلى لقاء حول النقد السينمائي الذي كان الراحل من أبرز رواده في تونس. كما سيُعرض فيلم قصير عن مسيرته السينمائية بعنوان خميس الخياطي وأيام قرطاج السينمائية
كما سيتم تكريم المخرج التونسي جيلاني السعدي من خلال عرض سبعة أفلام من إخراجه، احتفاءً بعطائه الفني والسينمائي

دعم صناعة السينما والتطوير المهني
من جهة أخرى، يُواصل قرطاج للمحترفين دوره كمحرك رئيسي لدعم صناعة السينما، حيث يُعدّ منصة مهنية تجمع ورشات المنح والتبادل لمشاريع السينما في مراحل التطوير. سجلت الدورة الحالية مشاركة 160 مشروعًا في ورشة “شبكة” و69 مشروعًا في ورشة “تكميل”. هذا بالإضافة إلى الندوات والماستر كلاس التي تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والمهني بين السينمائيين العرب والدوليين

السينما في السجون والجهات
واستمرارًا لتقاليد المهرجان في دمج الجمهور مع السينما في مختلف الأماكن، سيتم عرض ستة أفلام في الوحدات السجنية التونسية، بالإضافة إلى عرض مخصص لمراكز الإصلاح بمدينة الثقافة. كما ستُستكمل فعاليات أيام قرطاج السينمائية في السجون من خلال حضور صناع الأفلام وعروض خاصة من داخل السجون
 
تعد أيام قرطاج السينمائية 2024 دورة متميزة تنبض بالحيوية والطاقة السينمائية، حيث تجمع بين تكريم الشخصيات اللامعة، دعم القضايا الإنسانية كالقضية الفلسطينية، والاهتمام الكبير بالسينما التونسية وتطوير صناعة السينما في العالم العربي. مع هذا الكم الكبير من الفعاليات والمبادرات، يعد المهرجان بتجربة فنية ثقافية غنية لمحبّي السينما في تونس والعالم العربي
 
محمد أديب بوفحجة