في بلد يُعاني فيه الشباب من تحديات البطالة وصعوبات تحقيق الأحلام، تُسطّر الشابة التونسية رحمة ليمام قصة نجاح استثنائية. ورغم انقطاعها المبكر عن الدراسة، رفضت الاستسلام للظروف واختارت طريق الابتكار والاجتهاد لتصنع مستقبلها بأيديها
البداية: من الانقطاع عن الدراسة إلى حلم العطور
لم يكن انقطاع رحمة عن الدراسة نهاية الطريق، بل كان بداية رحلة جديدة مليئة بالطموح. فبدلاً من البقاء في المنزل والاستسلام للواقع، قررت استغلال شغفها وحبها لعالم العطور والكريمات لتبدأ تعلم هذا الفن من الصفر. لم تقف وحيدة في هذه الرحلة، بل حظيت بدعم لا محدود من والديها، اللذين آمنا بقدرتها على النجاح
مشروع “روزا”: رائحة النجاح
بخطوات ثابتة وطموح لا يلين، أطلقت رحمة مشروعها الخاص “روزا”، وهو علامة تجارية مخصصة لصناعة العطور والكريمات. ما يميز مشروعها هو التنوع، إذ لا تقتصر منتجاتها على النساء فقط، بل تشمل أيضاً الرجال والأطفال، مما جعل “روزا” علامة عائلية بامتياز
تعتمد رحمة في صناعتها على مزج الروائح الطبيعية بعناية، مع استخدام مكونات ذات جودة عالية تُرضي مختلف الأذواق. كما أولت اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل، سواء في اختيار المكونات أو تصميم العبوات، مما جعل منتجات “روزا” محط إعجاب وثقة العملاء
دعم العائلة: أساس النجاح
لم يكن مشروع “روزا” ليُبصر النور لولا التشجيع الذي تلقته رحمة من والديها. فقد كانا السند الحقيقي لها، حيث قدّما الدعم المالي والمعنوي وساعداها في التغلب على التحديات التي واجهتها في بداية المشروع
طموحات مستقبلية
تطمح رحمة ليمام إلى توسيع نطاق مشروعها ليشمل أسواقًا خارج تونس، وتعمل حاليًا على تطوير منتجات جديدة تستهدف فئات مختلفة. كما تسعى إلى تقديم ورش عمل لتعليم الشباب فنون صناعة العطور والكريمات، في محاولة منها لنقل تجربتها الملهمة إلى الآخرين
تُقدّم قصة رحمة ليمام نموذجًا حيًّا يُلهم الشباب التونسي والعربي. فهي تُظهر كيف يمكن تحويل المحن إلى فرص، وكيف أن الإصرار والدعم العائلي يُمكن أن يكونا مفتاح النجاح. بعبق العطور ونعومة الكريمات، نجحت رحمة في رسم ملامح مستقبلها بألوان الأمل والطموح
مشروع “روزا” ليس مجرد علامة تجارية، بل هو قصة كفاح ونجاح ترويها شابة آمنت بحلمها وحوّلته إلى واقع يُفوح بالإبداع