ليلة المسيرة الذهبية: مهرجان يُتوّج الثقافة التونسية برؤية عصرية ويُكرّم نجوم التألق والإبداع

في زمن تتسارع فيه وتيرة الأحداث وتتحول فيه الفنون والثقافة إلى أدوات استراتيجية لصناعة التأثير والتغيير، بزغ في تونس نجم مهرجان جديد حمل اسمًا ذا رمزية عميقة: “ليلة المسيرة الذهبية”، الذي شهدت دورته الأولى انطلاقة واعدة، شكلت حدثًا استثنائيًا أعاد للثقافة التونسية بريقها وهيبتها، وربطها بآفاق ريادية مستقبلية تتجاوز الحدود الجغرافية
منبر للتميز التونسي العربي
لم يكن المهرجان، الذي التأم في أجواء مبهرة جمعت بين الأناقة والاحتراف، مجرد سهرة فنية أو مناسبة لتوزيع الجوائز، بل تحوّل إلى منصّة جامعة لروّاد الثقافة والفن والإعلام والابتكار، حيث احتفى بقامات تونسية وعربية صنعت مجدها بالإبداع والاجتهاد
شخصيات عامة، فنانين، مؤثرين، وصناع قرار تقاطروا من مختلف جهات البلاد والعالم العربي ليشهدوا حدثًا تميّز في شكله ومضمونه. وبين تكريمات لنجوم من الطراز الرفيع وعروض فنية راقية، كان البُعد الأعمق لهذا الحدث هو: تعزيز الحضور الثقافي التونسي في المشهد الإقليمي والدولي
مهرجان برسالة أبعد من التكريم
لم يكن هدف المنظمين مجرد تقديم منصة استعراضية، بل كان الرهان الحقيقي هو خلق مساحة حيوية نابضة تجمع بين الفن والثقافة وريادة الأعمال. وقد عبّر المنظمون عن هذه الرؤية بوضوح، مؤكدين أن المهرجان هو رسالة تؤمن بأن الفن والثقافة والريادة يمكن أن تلتقي لبناء مستقبل مشترك، وتكريم ماضٍ مشرف، وصناعة قصة نجاح تونسية عربية ذات بعد عالمي
الحدث لم يكتفِ بالتكريم، بل ركّز على قصص النجاح المُلهمة، وخلق مناخًا من التبادل الثقافي والمهني البنّاء، حيث التقى الإعلاميون بالمبادرين، والمبدعون بالمستثمرين، في مشهد متكامل يعكس روح تونس الجديدة
كريم رستم: عقلية مبتكرة ورؤية ثقافية متقدمة
وراء هذا الحدث اللافت، يقف اسم برز خلال السنوات الأخيرة كأحد الفاعلين الثقافيين الطموحين في تونس: كريم رستم. تونسي الهوى والانتماء، جمع بين الإعلام والثقافة والتسويق الرقمي وريادة الأعمال، وصاغ لنفسه مسيرة متفرّدة تعكس مزيجًا من الكفاءة، الشغف، والابتكار
من الإذاعة إلى صناعة المهرجانات
بدأ كريم رستم خطواته الأولى عبر أثير إذاعة فيتا أف أم، حيث قدم فقرات ثقافية ورقمية ألهمت جمهور الشباب وربطتهم بمستجدات الفن والتكنولوجيا. لم يكتفِ بالإذاعة، بل أسس المجلة الرقمية ” ترندينغ ميديا ” التي أصبحت منصة لعرض مضامين ثقافية معاصرة بروح شبابية
 لكن الشغف بالتنظيم والإنتاج الثقافي قاده إلى عوالم المهرجانات، حيث غطّى أبرز الفعاليات الوطنية على غرارمهرجان الأغنية التونسية (2025) ، مهرجان المدينة الجديدة ومهرجان بوقرنين الدولي كذلك مهرجان الياسمين برادس
وعبر هذه التجارب، راكم رستم خبرة واسعة ونسج شبكة علاقات متينة مع أبرز نجوم الساحة الثقافية، منهم نوال غشام، علياء بلعيد، محمد الجبالي، شمس الدين باشا، وسارة النويوي
مشاريع وجوائز تعبّر عن مسيرة صاعدة
إلى جانب تأسيسه لمهرجان “ليلة المسيرة الذهبية”، حصل كريم رستم على تكريمات من جمعيات ثقافية وإنسانية مرموقة، مثل نادي روتاري البارون بسيدي بوسعيد، جمعية ملاك، جمعية الأصالة والتراث، جمعية تاج تونس، وجمعية التفكير الثقافي. هذه التكريمات لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة لرؤية يبلورها كريم في كل مشروع يخوضه: ثقافة بروح عصرية، تواصل هادف، ورسائل إيجابية تتجاوز السطحية نحو التأثير الحقيقي
تُمثل “ليلة المسيرة الذهبية” خطوة جريئة في مشهد ثقافي تونسي بحاجة إلى نَفَس جديد يزاوج بين الأصالة والتجديد، ويمنح الشباب المبدع منصات للتعبير والاحتفاء. هو مهرجان وُلد من رحم الحلم والإرادة، وجاء ليقول بأن تونس لا تزال منجمًا لا ينضب من الأفكار، الطاقات، والقصص الملهمة
محمد أديب بوفحجة